من المواضيع الرئيسية في العلاقات الدولية، انبثاق علاقات سلمية، خالية من الحرب والاشتباكات، انعدام التسلط والظلم والرضوخ لذلك، والركون الى العدالة والسلام والامن. ان العالم، اليوم، يشهد روابط مفعمة بتهديد وازمات كثيرة، والدليل هو التاريخ المجتمعي باغواره وانجاده، فاليوم، تواجه المجتمعات المختلفة، والشعوب والدول، ازمات واخطار مترامية، متعددة الجوانب، كالغزو الثقافي، التبعية غير المتوازنة الثقافية والاقتصادية، الروابط الظالمة بين الدول، المنظومات العالمية المتهرئة، وتواجد المصالح والقيم المتناقضة، مما يبعث على حدوث ازمات عديدة، اجتازت الاشتباكات والصراعات ! ... فما هو الطريق القويم للعبور من هذا المازق، والوصول الى استقرار سلام دائم في العالم ؟ ... هل سبب ذلك، هو، افتقاد العقيدة والاخلاق، وانعدامهما في تكوين العلاقات بين الدول والشعوب ؟ ... لقد كان الامام الخميني (قدس سره) يؤكد على ذلك في كلماته كلما سنحت له الفرصة، فسماحته يرى، ان العالم، اليوم، مقسم بين السائرين على الصراط المستقيم
طريق الله تعالى والايمان، وبين السائرين على المسار الشيطاني الفاسد، المنحرف ... والصراط المستقيم، هو، صراط الاسلام، الذي يمثل صراط الانسانية بذاتها، وصراط الكمال، حيث اعتبر سماحته، بعد انتصار الثورة الاسلامية، ان اساس العلاقات الخارجية، يرتكز على حسن الجوار والتعامل الايجابي، حسب المنافع المشتركة، والابتعاد عن التسلط والانصياع لذلك، في الحقلين الاقليمي والدولي، وقد تمثلت هذه السياسة بشعار (لا شرقية، لا غربية)، وهو مبدا ثابت في السياسة الخارجية، للجمهورية الاسلامية الايرانية. لقد عمل سماحته (قدس سره) طوال حياته، على اتخاذ سياسة التعاون المشترك بين الدول الاسلامية، ايجاد تضامن اسلامي، وحدة اسلامية، والابتعاد عن الاختلافات التاريخية والمذهبية. لذلك، فان كثيرا من الدول الاسلامية، تعتبر ان سياسة الامام نابعة من المبادئ والقيم الاسلامية.
_______
_ مقتطفات من مقالة للدكتور حسن هاني زاده، خبير في الشؤون الدولية، موقع الامام الخميني (قدس سره)، باللغة الفارسية، بتصرف.
_ القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره) .