قلت للامام بأن الجميع، إلى ما قبل حادثة الجمعة الدامية في مكة المكرمة، كان قد دهش لاختيار سماحتكم الآية (ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت، فقد وقع أجره على الله) لتستهل بها نداء الحج لهذا العام. غير انه بعد الحادث ادرك الجميع فحوى ذلك وازدادوا حيرة وذهولاً في الوقت نفسه.. ومما يذكر في هذا الصدد ان الامام كان يصغي لكلامي وكان ينتظر أن أحدّثه بالمزيد مما شهدته حادثة الجمعة الدامية، ولكن عندما حاولت التلميح من خلال الاشارة الى هذه الآية وذلك النداء، إلى ما يمكن اعتباره من كرامات سماحته، اغمض عيناه وتقطب وجهه وانكمش، تعبيرا عن ان مثل هذا الموضوع لا يستحق الذكر.. لم يكن يرغب بالاشارة إلى مثل هذا الامر، وقد عبر عن امتعاضه لذلك من خلال نظراته.
*حجة الاسلام رحيميان، ج3، ص236.